كارثة بيئية بسطات...مياه الصرف الصحي تستعمل كمورد مائي للأبقار والأغنام والمواشي

شمال مدينة سطات، على مستوى الطريق الفرعية المؤدية إلى الطريق السيار الرابطة بين مدينة سطات ومدينة الدارالبيضاء، تنبعث روائح كريهة تكتم أنفاس القادمين للمدينة، رعب بيئي وصحي بكل المقاييس، على مستوى قناة الصرف الصحي للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالشاوية، نتيجة تجمع كميات المياه العادمة القادمة عبر وادي بوموسى، المار من المدينة عبر الأراضي الفلاحية الممتدة على طول الآلاف من الهكتارات الخصبة، حيث البيئة الشجرية والتربة الطينية التي تساعد على بقائه آسنا على سطح الأرض ومرتعاً للبعوض، وموطن مثالي للأمراض الباطنية.

إن الطامة الكبرى التي تجعل النفوس ترتجف لمجرد تخيلها، أن لم نقل معاينتها ازاء تجمع مياه الصرف الصحي العادمة، المشبعة بالمواد العضوية والمياه الملوثة القذرة الناتجة عن مخلفات المراحيض، والحمامات والمطابخ، و عوادم المصانع الكيماوية، التي فاضت القذارة، جراء احتوائها على مواد عضوية ودهنية متعفنة ومتحللة تزكم الأنوف، حينما تستغل لغرض سقي الحقول المنتجة للخضر، أو حينما تتخذها المواشي مورداً لمشربها وتتغذى على نباتاتها، ومن أهم تلك المواشي التي تشرب منها الأبقار، مما يشكل تهديدا خطيرا على صحة الإنسان، بما يحمله ذلك السلوك من أخطار خفية خطيرة قد تنقلها للمواطنين عند أكل لحومها أو شرب حليبها.

وفي ذات السياق، وبعدما أثبتت المعاينة الأولية أن هذه التجمعات المائية المتعفنة الناتجة عن مخلفات الواد الحار و عوادم المصانع، و التي أضحت كمورد مائي رئيسي لقطعان الأبقار والمواشي والأغنام بالمنطقة السالف ذكرها، أنها تحتوي على بكثيريا ومواد كيميائية خطيرة، يبقى التساؤل قائما بخصوص  متى ستتدخل السلطات المعنية بمختلف تلويناتها، من المديرية الجهوية للتجهيز والنقل واللوجيستيك مصلحتي الطرق والمياه، و الوقاية المدنية، وكذا مركز البيئة للدرك الملكي لسطات، وقسم التعمير والبيئة بالعمالة، وقسم الشؤون القروية، وقسم التجهيز، من أجل اتخاد الإجراءات الضرورية للحد من هذا النزيف وهذه الإنتهاكات الجسيمة في حق الطبيعة الإنسان والحيوان.  من دون معالجة تصريفها بتغيير مسارها إلى مناطق غير مأهولة بالسكان ولا الحيوان .

*عبدالعالي طاشة*